استيقظت من نومي على صدى تراتيلها الخافتة.
وبصوت متردد خائفا من قطع تراتيلها: شمعتي ما أجمل لحنكِ!
أكملت همسها لتنوح وبكل أسى وهي تردد: ياحزني عليك حبيبي..
قمت إليها ولهبها كأنه فراشة ترفرف يمنة ويسرة، وضعت يدي على خدي لأنصت لها وهي ترتل في صلاتها التي لاتُسمع.!
انتهت من صلاتها الحزينة لتلتفت إلي: حبيبي مابك حزينا ومهموما.!
- شمعتي ومن قال إنني حزينا؟
- بكائك وأنت نائم.!
- وأنا نائم!
- حبيبي أنت روحي وعشقي وكل كياني، ألا تريدني أسهر عليك لأحرسك.!
- شمعتي ما أدفء حضنكِ.
حملتها بين يدي ووضعتها بقرب سريري.
- شمعتي لماذا نبكي؟
- الرحمة امتلأت بها أجوافكم لذلك تبكون.
- لكنني لا أحبذ البكاء أمام البشر.
- وأنا إلى أين ذهبت ياحبيبي.!
- أنتِ في قلبي لكن كم أتمنى لو أبوح لأنثى عما بداخلي.!
- أأنت وحيد؟
- نعم وأكثر من ذلك بكثير.!
- وماسبب ذلك؟
- عشقي للبلدان والكتب أشغلتني من أن أبحث عن رفيقة لدربي.
- مازلت أستمتع بغموضك ياحبيبي، وماهي مواصفاتك لرفيقة دربك.. بعد أن زرت بلدان الأرض؟
- أبدا أريد فقط أنثى.
- فقط.!
- فقط.. ولكنني لا أريدها متنمرة ولا وديعة أريد أنثى تملأ تجاويف عقلي بأنوثتها وثقافتها.
- والجمال.؟
- لا أريد فتاة من الأساطير ولا من الكون الآخر.
- ألا تريد شمعة مثلي؟
- كم أتمنى ذلك! يكفيني فقط حنانا مثل حنانك.!
- سأزغرد يوم فرحك، وسأرقص على عدد ظهور ابتساماتك، وسأدمع فرحا بك ياحبيبي.
- كم أنتِ رقيقة ياشمعتي. ومن قال بأنني سأبتسم يوم فرحي، أنسيتي أنني محروم من الضحك.!
- حبيبي حنانيك عليّ، يكفي حزنا هيا اضحك.!
- ألم تقولي بأنني كنت أبكي أثناء نومي.!
- بلا.!
- إذا فأنا سعيد بملاك يحرسني حتى أصحو من نومي.
- أنت روحي المجسّدة في جسدك.
- وأنتِ ملاكي الحارس.
أكملت تراتيلها إلى أن عدت إلى نومي.
كم أحب تراتيلكِ ياشمعتي.!