سفّاح دنيء

2009/08/11







يعلو الليل بقسوته وظلمه
ويدنو من الرقاب سيّافها

لم تبقى رقبة ولم يمسّها
هذا السفّاح بسيفه العاتي

إقتربت ساعة الصفر
والموعد كان لسفك رقبة

الصيحات تعلو والسيّاف يدنو
وتلك الرقبة قد أزيح عنها
الستار

دنت من سيّافها
والخوف قد طغا على القلوب

نزلت أمام السيّاف
والمقاومة قد إستشاطت بينهما

نظرة أخيرة نحو الحشود
والأبصار قد كساها الخوف

طأطأت تلك الرقبة إلى الأرض
وكأنها تحيي الجميع

وبين داعي وبين خائف
وبين مستمتع وبين منذهل

أتت تلك الصرخة التي
أفزعت كل من سمعها


توقفووووووووا

كانت تلك الصرخة لإمرأة عجوز
قد هدّها الزمان

أتت إلى السيّاف ونظرات إزدراء
توجهها نحوه

أخذت السيف من يمينه وهو صامت
وضعت حدّه على نحره

وصوتها العالي المسموع يقول
ألا يكفي أيها الوقح

نزل على ركبتيه يقبل قدمي
هذه العجوز والرجاء مطلبه

آسف آسف كان هذا أمراً
من أخي بأن آخذ هذه الرقبة

لطمته على وجهه بكل قوه
وهو يترجّاها بأن تسامحه

تركته وتوجهت نحو هذه الرقبة
وفكّت وثاقها ونزعت عنها السلاسل

وتركتها تمضي في حال سبيلها
بين زميلاتها في ذلك الحوش

المليء بالبهائم من شتى أصقاع الأرض



تعازينا لجميع البهائم في شتى أنحاء المعمورة
بسبب
جنون البقر
و انفلونزا الطيور
وانفلونزا الخنازير

ليست هناك تعليقات :