بوق الموت (حسن)..!

2010/03/29




التدوينة الرابعة
بوق الموت (حسن)


أنا هو وهو أنا..
توأمي الضاحك صاحب الظل الخفيف أو المهرج كما يحب أن يدعى..!

خرجنا سوية إلى الحياة.. كان قبلي بعدة دقائق، أي أنه أخوي أخوي أخوي أخوي الكبير :)
ولم يكن لوالدينا سوانا..!

الكل قد سمع عن القصص الطريفة والمآسي التي تحدث مع التوائم اما نحن فمواقفنا غير..!

من المواقف الطريفة التي أذكرها:
عندما نزلنا من المصعد الخاص بفندق أبها لأسبق أخي وأشغّل السيارة، ولحاقه بي بعد دقيقة ليخرج رجل عجوز وهو فاغرا فاه ويسبّح الذي خلقنا، ليرجع إليه أخي ويلحس مخه زيادة بقوله أنا قرينه ولا يراني إلا الشياطين والأموات

وغدا ستموت ليصرخ العجوز: أعوذ بالله منك وبسم الله على جسدي وعلى دسمي ودمي منك يا ملعون..

موقف طريف آخر حدث لنا في مخفر الشرطة عندما ذهبت لأخرج أخي، بعد أن اعتدى على عامل البقالة الذي غشه في الحساب المسجل عليه، ليصرخ العامل بأننا جآن أو دجالين.

أيضا المستشفى والمسجد والشارع والمدرسة والجامعة كانت لنا يومياتنا الطريفة فيها..!

موقف أزعجني كثيرا عندما كنت صغيرا بعد أن ضجرت من سؤال الناس: أنت محمد وإلا حسن؟؟؟
بعد أن لعنت إمام المسجد..!!!! عندما ذهب إلى أبي ليشتكيني لديه بأنني ألعب في المسجد وأنني كسرت باب المئذنة لأصطاد الحمام الذي في أعلاه وقبل أن يستوضح منّي أبي، صدّق كلام الإمام ولطمني على وجهي، لأطلق لعنتي الأولى في حياتي على إمام المسجد بسبب أخي الذي لم يكن حينها في المنزل وظن الإمام بأنني أنا من كان يعبث بالمسجد..!

عليه ما يستحق المنافق..
بسببه صرت أكره المسجد ودخوله.. وصرت ألعن كل من لديه لحية كثة.!
تخرجنا من الجامعة.. أنا من كلية العلوم قسم كيمياء وهو من كلية اللغات قسم لغة روسية.

من أجمل ذكرياتي مع توأمي عندما ذهبت معه بعد أن أوفد إلى روسيا لترؤوس الوفد السعودي لبحث مشروع التجارة الحرة بين السعودية وروسيا..
ظلنا ساعتين في مطار موسكو الدولي بعد أن استوقفونا الأمن لأخذ تعهد علينا بألا ننتحل شخصية بعض..!!!!!

كنت الوحيد الذي يسمع لأخي..
حتى بعد زواجه كان يتصل بي بعض الأحيان في منتصف الليل ونظل نتحادث بالساعات حول كل شئ..!

كان يشتكي من زوجته (مريم) التي لقبها بنفرتيتي لشبهها القريب سواء شكلا أم طبعا.. كان يشتمها في الهاتف وبمسمع منها، لأضحك منه مستهزئا بأن نهايته ستكون على يد نفرتيتي السعودية..!

أيضا من الذكريات:
معاقبة والدي (رحمه الله) لنا سويا وحتى إن لم يكن للآخر شأن في سبب هذا العقاب..
من ضمن تلك المواقف عندما اتصلت إدارة المدرسة الثانوية بوالدي لتبلغه بعدم حضور حسن وتسأله عن عذره ليقول لهم والدي بأنه قد أوصلنا إلى المدرسة في الصباح!!
طبعا حسن كان حينها في القهوة (الكازينو) يعسّل.. وما إن حان موعد خروج الطلاب حتى كان أول الواقفين أمام المدرسة منتظرا والدي وكأنه من الطلبة الأبرياء (الأهبل ما عرف يلعبها صح)..!
لم يتكلم أبي في شيء إلى أن وصلنا البيت وبعد أن تغدّينا في صالة الطعام إستدعانا إلى غرفة المقلّط (طبعا كان العرف والتقاليد في بيتنا أن من يذهب إلى المقلط أو جهنم كما يحب أن يسمّيها حسن لابد وأن يكون قد عمل كبيرةً من الذنوب تستوجب عليه دخول جهنّم المفروشة) أمي (رحمها الله) كانت صامتة ولم تتدخل لأنها كانت متفاهمة مع أبي وإن لحقته لتدافع عنّا سيكون مصيرها أيضا معنا..!!
وكما هو المعهود على لسان أبي: حسن هنا (عن يمين الوالد) ومحمد هنا (عن يساره).. ليلتفت والدي إلى حسن وسأله: وينك الصبح..؟؟
تلكّأ حسن في الجواب ليعيد عليه السؤال مرة أخرى بعد أن لطمه.. وين كنت الصبح المدرسة دقّت علي وقالوا لي إنك غايب، وين كنت..؟

والدي الله يرحمه كان لا يحب أن يضرب أحدا إلا بيده ورجله.. وبعد أن أعطى أخي المقسوم من اللكمات واللطم والشلاليت (الضرب بالقدم) أقسم  لنا لو اتصلت عليه المدرسة لتشتكي من أحدنا فسيكون عقابنا الشنق حتى الموت..!!!!!!
لنواظب سويا في المرحلة الثانوية بدون عبط أو لف ودوران..!

اتصلت علي الشرطة لتبلغني بمقتل أخي وزوجته في منزلهم..!!!!!!!!
لكم أن تتصوروا موقفي من هذا الخبر.. قمت سريعا من سريري بعد أن أفجعت زوجتي أيضا بصوتي العالي متحوقلا بقول لاحول ولاقوة إلا بالله..!

حققت الشرطة في الحادثة ولم يجدوا أثرا للقاتل سوى بطاقة صغيرة موضوعة على صدر أخي مكتوبٌ فيها "1×1"..!!!!
حققت معي أيضا إن كان له أعداء لأجيبهم بأن أخي الكل يحبه ويقدّره ولم أسمعه يوما يشتكي من أحدا ضايقه أو تخاصم معه..!

مضى شهر ليتصل عليّ الضابط بأنهم وجدوا قاتل أخي وزوجته..!
حضرت إلى المخفر لأتعرف على القاتل.. كان شابا في التاسعة عشر من عمره.. ولم يكن إلا ابن جاره.. وكان دافعه لقتل أخي ساذجا جدا..
فقط لأنه يريد أن يطبّق ما شاهده في فيلم سينمائي على أرض الواقع.

تنازلت عن القصاص بعد أن أودع في السجن سنة ثم انتقاله بعدها إلى المصحة النفسية لعالجه من المرض النفسي الذي كان يعاني منه..
أشفقت كثيرا على والديه عندما رأيت دمعتهما وهما يرتجّوني بعد أن احضروا معهم رجال قبيلتهم بأن أعفي عن ابنهم.. لأعفي عنه لوجه الله ولا أريد منهم لا جزاءً ولا شكورا..

رحمهم الله.. كان قبلها بليلة يبشّرني وهو يكاد يدخل من الهاتف ليضمني إليه، بأنه سيصبح أبا بعد أن أخبرهم الطبيب بأن نفرتيتي (مريم) حاملا في الشهر الثالث..!

ليست هناك تعليقات :